الملتقى الوطني : قضايا الزكاة في الجزائر
نظّمت فرقة بحث دراسات في الاقتصاد الاسلامي التابعة لقسم الحضارة الإسلامية بالمركز، يوم الاربعاء 05 جمادى الأولى 1444هـ الموافق لـ 29 نوفمبر 2022م، ملتقى وطنيا حول " قضايا الزكاة في الجزائر "، الذي أعطى اشارة انطلاقه الدكتور أحمد بن الصغير مدير المركز، مشيدا بحسن اختيارالموضوع، الذي يكتسي أهمية بالغة على جميع الأصعدة الدينية ، الاقتصادية و الاجتماعية.منوّها بالمجهودات التي بذلتها اللّجنة المشرفة و على رأسها الدكتورة عتيقة عايسي رئيسة الملتقى.
و قد شهد هذا الحدث العلمي تفاعلا كبيرا و مشاركة متميّزة لثلّة من الباحثين الثقات من مختلف الجامعات و المراكز، عبر تقنية التحاضر عن بعد، و الذين بلغ عددهم أزيد من خمسين مشاركا. حيث عرفت الجلسة الافتتاحية مداخلة قيّمة للسيد مدير الشؤون الدينية لولاية الأغواط الدكتور غريب صحراوي حول الجانب الانمائي للزكاة – صندوق الأغواط أنموذجا، إلى جانب مداخلة الدكتور عيسى محمدي من جامعة باتنة 1 حول دور الصندوق في تحقيق التنمية المحلية ( صندوق الزكاة ولاية باتنة انموذجا)، كما تقدّمت الدكتورة مليكة صوالح من جامعة باتنة 1 بورقة بحثية حول مستجدات الزكاة ، زكاة الزروع و الثمار انموذجا.
كما شهدت الجلسات العلمية الأخرى مداخلات علمية قيّمة من نخبة من أساتذة و باحثين، عالجوا موضوع الملتقى من كلّ الزوايا، حيث بلغ عددها 38 مداخلة، صبت جلّها ضمن محاور الملتقى: من دلالات ومفاهيم، إلى الدراسة الفقهية لركن الزكاة في المذاهب الأربعة، بالإضافة إلى الاجتهادات الفقهية المعاصرة في الزكاة (تطبيقاتها في الجزائر- الهيئة الشرعية للزكاة في الجزائر)، و كذا دور وسائل التواصل الاجتماعي في الإشهار للزكاة، و تنفيذ عملياتها في الجزائر، فضلا عن المشاريع ذات الأولوية في التمويل بأموال الزكاة في الجزائر، المجهودات التنفيذية –التقليدية والحديثة - للزكاة في الجزائر (الفردية ، المؤسساتية، الوطنية –مع نماذج حية-) وآثارها على المستوى الفردي وعلى المستوى الاجتماعي، و محاضن الزكاة(شروط وآليات إنجاحها، نماذج لتجارب رائدة لمحاضن الزكاة)،دور الزكاة في تحقيق التنمية المستدامة في الجزائر -المعيقات والآفاق-، و أخيرا تقويم قضايا الزكاة في الجزائر.
و قد سلّط الملتقى الضوء على الزكاة كنظام مالي تضامني فرضه الإسلام على مجتمعاته، يأخذ المال برضى من الغني فرضا ليُعطى للفقير حقا: في شكل تكافلي واجتماعي واقتصادي لم تشهده إلا دولة الإسلام، فتُحدث هذه الحركة التكافلية نوعا من التوازن المالي والاجتماعي، والفقير لا يُستعبد ولا يَذل بحكم أنّ مال زكاة الأغنياء حقّ له فرضه الإسلام على متبعيه. و الجزائر من البلدان التي تولي الأهمية الكبرى لركن الزكاة : سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي، وتعمل على تحقيق أهمّ قضاياه. و بذلك يهدف هذا الحدث العلمي إلى فتح المجال واسعا أمام الدارسين والباحثين في: الفقه الإسلامي، وفي العلوم الاجتماعية والاقتصادية..، ليدلوا بدلوهم في موضوع الزكاة، وكيفية ترسيخه وتوسيع مجالات الاستفادة من أموالها في الوجوه الاجتماعية المختلفة التي ذكرها القرآن الكريم .
و قد خلص المشاركون إلى التوصيات التالية:
-ضرورة تجديد دراسة موضوع الزكاة وبيان انعكاساتها على مستحقيها.
-ضرورة العناية بوجود البحوث المشتركة بين أهل الاختصاص ذات العلاقة بأموال الزكاة، من الفقهاء والاقتصاديين، للخروج بنتائج تطبيقية متكاملة.
-ضرورة الاستفادة من التجارب الرائدة لبعض مؤسسات الأخرى للزكاة، كاستثمار أموال في مشاريع تنموية من بينها تجربة ماليزيا والسودان.
-ضرورة تكثيف الدراسات واللقاءات حول التوّجه نحو إنشاء مؤسسات ذات دخل يؤهلها لاخراج الزكاة.
-أهمية إنشاء موسوعة علمية للزكاة، تحتوي على المسائل التراثية المعاصرة، مع اشتمالها على البحوث المحرّرة في فقه الزكاة بين الماضي والحاضر.
-العمل على استثمار أموال الزكاة وتنميتها وفقا لصيغ مشروعة لتمكين فئات مستحقي الزكاة من المجتمع من إقامة مشاريع تساهم في العملية التنموية.
-القيام بالعمليات التحسيسية باستمرار للتعريف بصندوق الزكاة وأهدافه للمواطنين، كسبا لثقة المواطنين واستقطاب زكاتهم وكذلك التعريف بإنجازات الصندوق.
-العمل على توعية المجتمع للتوّجه نحو الدفع الجماعي للزكاة .
-ضرورة تطبيق كل من المحاسبة الوطنية والمحاسبة المالية والمحاسبة العمومية على أموال صناديق الزكاة من أجل المحافظة عليها، وكسب ثقة المزكين والمواطنين.
-ضرورة إبراز قواعد الزكاة وضوابطها وربطها بالتطبيقات الفقهية، وتأسيسها على الأدلة والمقاصد الشرعية.
-العمل على إعادة تنظيم الهيكل التنظيمي لصندوق الزكاة ليتماشى والبيئة الجزائرية وجغرافيتها.