توصيات الملتقى الدولي عن بعد:
الإساءة إلى المقدّسات الإسلامية بين سياقات حرّية التعبير و خطاب الكراهية
عقد المركز الوطني للبحث في العلوم الإسلامية و الحضارة ملتقى دوليا موسوما ب: " الإساءة إلى المقدّسات الإسلامية بين سياقات حرّية التعبير و خطاب الكراهية"، يومي 28/29 ديسمبر الجاري، تحت رئاسة الدكتور عمراني بلخير، عبر تقنية التحاضر عن بعد (zoom)، شارك فيه أزيد من 150 مشارك، من دول مخلتفة كالهند، صربيا، تركيا، السودان، العراق، قطر،كازاخستان، تايلاندا، جمهورية مصر العربية، المملكة العربية السعودية ، المغرب، و من الجزائر من مختلف جامعات الوطن.
يأتي هذا الملتقى الدولي، في ظلّ الظروف التي يعيشها العالم الإسلامي من الإساءة إلى مقدساته، و خصوصا إلى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والتي كان لها تداعيات كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، محاولا الإسهام في تحليل هذه الممارسات، وبيان تداعياتها، وتوضيح الفرق بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، وإيجاد السبل القانونية والعملية الكفيلة بمعالجة الظاهرة.
فعاليات الملتقى دارت على يومين، عبر ثمانية جلسات علمية ثرية بالمشاركات العلمية، و التي بلغ عددها قرابة المائة مداخلة، ضمن المحاور التالية:
المحور الأول: المقدسات في الإسلام: بيانها، مراتبها، قدسيتها.
المحور الثاني: أشكال الإساءة إلى المقدسات الإسلامية (الرسوم، الكتابة،التمثيل، ...
المحور الثالث: الحدود الفاصلة بين النقد العلمي، والإساءة، وحرية التعبير.
المحور الرابع: الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية للإساءة للمقدسات الإسلامية.
المحور الخامس: موقف الأديان والقوانين الدولية من موضوع الإساءة للمقدسات.
المحور السادس: سبل مكافحة الإساءة للمقدسات الإسلامية، ومعالجة خطاب الكراهية.
المحورالسابع: نماذج من الجهود الفردية والجماعية المبذولة لمعالجة الإساءة للمقدسات.
و قد خلص المشاركون إلى التوصيات التالية :
-التأكيد على تبنّي المنهج القرآني في معالجة القضايا المتعلّقة بالإساءة إلى الأديان والمقدّسات عموما والإسلامية خصوصا، وفق رؤية واضحة، واستراتيجية متواصلة وليست ردود أفعال آنية مرتجلة.
- العمل على فضح وتوثيق الممارسات الصهيونية التي تمس بالمقدسات الإسلامية في فلسطين، وحمايتها والدفاع عنها.
-ضرورة استغلال الإعلام والإنتاج السينمائي والأعمال الدرامية والأفلام الكرتونية ووسائل التواصل الاجتماعي لتصحيح صورة الإسلام لدى الآخرين، وللتعريف بالنّبي صلى الله عليه وسلم وسماحة الإسلام، ولمجابهة حملات الإساءة الممنهجة.
-إقامة ملتقيات علمية بين أتباع الأديان لتجريم الإساءة للمقدّسات الدينية ورموزها في إطار الحوار بين أتباع الأديان.
-ضرورة الوعي بالمضامين الحقيقية – الخلفية-لخطاب الإعلام الغربي وتفكيك الازدواجية وتحليلها وتمحيصها وتوجيهها نحو التفكير البنّاء بدل استهلاك مفاهيم ومصطلحات لا تخدم إلا من يهندسها ويهيكلها.
-استخدام الترجمة كوسيلة للتصدي للإساءة إلى المقدسات الاسلامية وإبراز دورها الايجابي الذي يمكن أن تتطلّع به في صدّ خطاب الكراهية خاصة إذا كانت من البارعين أصحاب القلوب النّقية والعقول الذّكية،
- تقديم مقترحات للدّول والهيئات الأممية لإصدار قوانين تجرّم ازدراء الأديان وتفعيل المتابعة القضائية في حقّ من صدر منه ذلك، وحشد جهود المنظمات الرسمية و المدنية الدولية للخروج برؤى متقاربة تصاغ في ميثاق شرف يرفض ازدراء الاديان والمقدّسات ويدعو إلى الاحترام والحوار وينبذ العنف مهما كانت اشكاله ومهما كانت مصادره ومبرراته.
-العمل على إيجاد مرجعية إسلامية موحدة في الغرب لمواجهة الإساءة إلى المقدّسات الإسلامية وتشويه صورة المسلمين والشروع في تأسيس مراصد لتوثيق أعمال الإساءة للمقدّسات الاسلامية بجميع أشكالها ومصادرها من أجل التوصل إلى انجع السبل للردّ عليها وتجفيف منابعها.
-بذل المزيد من الجهود في تأليف الكتب وعقد المحاضرات والفعاليات العلمية التي ترد على الشبهات وتصحّح صورة الإسلام وفق منهج الوسطية والاعتدال بعيدا عن الغلو والعنف وسوء الفهم.
- تفعيل المقاطعة الاقتصادية وتقليص التمثيل الدبلوماسي للبلدان التي تمارس الإساءة للمقدّسات الاسلامية.
- يثمّن المشاركون كلّ جهود الخيريين سواء كانت جماعية أو فردية إسلامية أو غير إسلامية للدفاع عن المقدّسات ومجابهة خطاب الكراهية، كما يرفعون أسمى معاني التقدير والاحترام للشعوب الاسلامية والعربية التي هبّت للدفاع عن نبيها صلى الله عليه وسلم والذود عن حياض الإسلام ومقدّساته.
وفي الأخير يوصي المشاركون بطبع أعمال الملتقى في شكل نسخ ورقية وأخرى الكترونية لتمكين الباحثين والمهتمين من الاطلاع عليها والاستفادة من نتائجها.