الهوية الوطنية بين الموروث التاريخي وتحديات العولمة والرقمنة
مركز البحث في العلوم الاسلامية والحضارة – الأغواط
مقدمة:
تعتبر قضية التراث والهوية الوطنية واحدة من أهم الإشكالات في فكرنا العربي المعاصر، كونهما يمثلان المرجع والخصوصية، هذه الثنائية التي طالما أرّقت الآخر، محاولاً بشتى الوسائل طمسها وطمس كل ما يمت بصلة للحضارة العربية والاسلامية التي أرست قواعدها على أرض هذا الوطن.
ولأنّ التراث هو الإرث الذي خلفه أسلافنا وهو "الشِّفْرَةُ" التي تتحدد من خلالها معالم هويتنا، فإنه يستدعي منا أن نبحث في العلاقة الجدلية بين التراث كمكوّن مادي أو معنوي، وبين الهوية كوعي بهذه المكونات.
هذه الهوية التي أصبحت اليوم متشظية ومهدّدة بفعل ما يسمى بالعولمة الكاسحة للخصوصيات الثقافية والاجتماعية لمختلف الحضارات، والساعية لأن تجعل العالم كله في بوتقة واحدة، وتحت هوية واحدة تتماشى والهوية الغربية.
ومن خلال هذا البحث البسيط سنحاول أن نفتح الباب على عدة تساؤلات: ما هو التراث؟ ما هي الهوية؟ ماهية العلاقة بين التراث والهوية؟ وكيف يسهم الموروث التاريخي في الحفاظ على الهوية الوطنية؟ وماهي التحديات التي تواجه الهوية الوطنية في زمن العولمة والرقمنة؟
ومن أجل بلوغ هذه الغايات قسمت بحثي إلى قسمين رئيسيين:
- الهوية الوطنية والموروث التاريخي: حاولت التطرق فيه إلى تبيان العلاقة التي تجمع بين التراث التاريخي للوطن وللأمة، وبين الهوية الوطنية الواعية بهذا التراث.
- الهوية الوطنية وتحديات العولمة والرقمنة: حاولت فيه إظهار حالة العالم اليوم، في ظل العولمة. وباعتبارنا جزء من هذا العالم سنحاول التطرق إلى حالة الهوية الوطنية والخطر الذي يهددها.
وختمت بحثي بخاتمة: تطرقت فيها لأهم النتائج المستخلصة، محاولا تقديم بعض الحلول من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية وإرساء دعائمها في ظل المتغيرات التي يفرضها العالم من حولنا.
أولاً: الهوية الوطنية والموروث التاريخي:
قبل الدخول في كنه هذا الموضوع، الذي يتسم بتعدد المفاهيم ومرونتها، ارتأيت أن أقف عند مفهوم التراث والهوية، ومحاولة البحث في دلالاتهما ومعانيهما، من أجل كشف الحجب الدلالية عنهما، ومحاولة الربط بين هاته المفاهيم، والبحث عن العلاقة الجدلية بينهما.
"التراث" في اللغة العربية مأخوذ من جذر "ورث"، وهي تدل في مجملها على معاني البقاء، وانتقال الملكية، والنسب. ففي معجم لسان العرب نجد "ورث: الوارث: صفة من صفات الله عز وجل، وهو الباقي الدائم الذي يرث الخلائق (...) ويقال: ورثت فلاناً من فلان أي جعلت ميراثه له. وأورث الميت وارثه ماله أي تركه له. وبنو ورثة: ينسبون إلى أمهم"[1].
وفي المعاجم الحديثة نجد اللفظة تدل على ذات المعاني، فـ"ورث: يرث، وِرثاً، وإرثاً، ورثةَ، وراثا فلانا المال، ومنه وعنه: صار إليه ماله بعد موته فهو وارث (ج) ورث، وورّاث. والراث: هو الإرث. والإرث: هو ما يتوارثه الآخر عن الأول من المال والعقار وغيرهما"[2].
ويُعرِّف مجمع اللغة العربية "التُّرَاثُ هو الإراث وهو الإرثُ وهو ما وُرِث. ورثَ فلاناً المال، أي صار إليه مالُه بعد موته. ويقال وَرِثَ المجدَ وغيرَه. ورِثَ أباه مالَه ومجدَهُ"[3]
فالتراث من خلال هذه المعاجم هو ما يخلِّفه الميت لورثته من تركة، سواء أكانت تلك التركة مادية ﴿وتأكلون التراث أكلاً لماً﴾ (الفجر: 9). أو أن يكون هذا التراث معنوياً ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾ (مريم: 6) ويقصد بالتراث هنا تركة النبوة والفضيلة والمعرفة. و من هنا نستنتج أنّ التراث يعني انتقال الملكية (مادية/معنوية) من شخص إلى آخر، وهو بهذا يحمل معاني الاتصال والربط والاستمرار. فهو "خلاصة ما تُخلفه الأجيال السالفة للأجيال اللاحقة، أو ما يُخلفه الأجداد كي ينهل منه الأحفاد، ويُضيف إليه جيل بعد جيل من خبرات حياته"[4]،
وتأسيساً على ما تقدم يمكن أن نعرف التراث بأنه "هو الموروث الثقافي والاجتماعي والمادي، المكتوب والشفوي، الرسمي والشعبي، اللغوي وغير اللغوي، الذي وصل إلينا من الماضي البعيد والقريب. وهذا التعريف يحاول أن يراعي الشمولية في تحديد التراث، فهو يضم مقومات التراث جميعها، الثقافية منها مثل: علم الأدب والتاريخ واللغة والدين والجغرافية، والعوامل الاجتماعية مثل: الأخلاق والعادات والتقاليد، ومن ثم العناصر المادية: كالعمران، وأخيرا ما يتضمنه من تراث شعبي يتمثل في المكتوب والشفوي واللغوي وغير اللغوي"[5].
في مفهوم الهوية:
يعتبر مفهوم الهوية واحداً من أكثر المفاهيم المطروحة جدلاً وإثارة للنقاش نظير ما يحتويه من دلالات فكرية و سياسية، واجتماعية، تمس عمق المجتمع، وجوهره.
وعند البحث في أغلب المعاجم العربية القديمة لم نجد تعريفاً للهُوية، لأنّ كلمة الهوية هي "مصطلح حديث منسوبة الى "هو" تحديداً، وهي تعني ادراك تميز هو عن الآخر، وكلمة: "هو" في هذا السياق ليست (هو) ضمير الغائب المعروف باللسان العربي الدال على الحقيقة المشخصة (شخص) هي كلمة دالة على التمايز أو السمات في أمة دون غيرها من الأمم"[6].
"وفي المعجم الوجيز: الهوية تعني الذات، والدلالة الذاتية للهوية تعني الإحساس بالانتماء إلى منظومة راسخة تعطي للفرد خصائص متفردة. وتقول الموسوعة الفلسفية العربية أن كلمة "هوية" انبثقت من قبل المترجمين القدامى من الـ "هو" لينقلوا المعنى إلى العربية، وبذلك فرَضت كلمة الهوية نفسها كمصطلح يدل على كون الشيء نفسه"[7].
أما في معجم الوسيط فـ "الهُوِيَّةُ" هي "حقيقة الشّيء، أو الشّخص الّتي تميّزه عن غيره، وهي أيضا بطاقة يُثبت فيها اسم الشّخص، وجنسيته، ومولده، وعمله، وتسمّى البطاقة الشّخصية هوية أيضا"[8].
ومن هنا نستنج أن الهُوية هي كلمة حديثة في اللغة العربية، وهي اسم مصاغ انطلاقاً من الضمير المنفصل « هو» لتحدد بذلك السمات المميزة للأنا مقابل الآخر "هو"، فهي "الشفرة" الّتي يمكن الفرد عن طريقها أن يَعرف نفسه، في علاقته بالجماعة الاجتماعيّة والثقافيّة الّتي ينتمي إليها، وعن طريقها يُتعرَّف عليه باعتباره منتمياً إلى تلك الجماعة"[9]. ومن هنا نستطيع القول أنّ الهويّة عبارة عن مجموعة من الصفات المميزة و المتكاملة، والمتفاعلة فيما بينها لتعطي لشخص أو شعب معين، أو أمة معينة مميزات يعرف بها.
وتنقسم الهوية إلى نوعين:
- هوية فردية: وهي التي تمثل المميزات والخصائص الجسدية التي تميز الإنسان من حيث كونه فرداً عن بقية الأفراد سواء داخل مجتمعه أو خارجه ولعل أبرز مثال على ذلك بصمات الأصابع، وخصائص الحمض النووي.
- هوية وطنية أو قومية: وهي جملة الصفات والخصائص التي تطبع أمة من الأمم يشترك فيها مجموع الأفراد المكونون لها، فيتعرفون على بعضهم البعض من خلال هذه الصفات ويتميزون بها كذلك عن غيرهم من أفراد الأمم الأخرى"[10].
علاقة الهوية بالتراث:
من خلال التعرض للمفاهيم الدلالية لكل من الهوية والتراث فإن البحث في العلاقة بينهما هو بحث بين الخصوصية والمرجع، (كما أسلفنا الذكر) هذه الخصوصية التي تعبر عن هويتنا لم تنشأ من فراغ، وإنما هي نتاج تجربة بأفراحها وأتراحها عاشتها المجموعة، و اشتركت أفرادها في رسم صورها، وإخراجها في حلة تعبر عن هوية الأمة وما تزخر به من موروث تاريخي، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها، وتستلهم من خلاله مستقبلها.
فالتراث ما هو إلاّ صورة حقيقية لماضي الأمة، وديوان مفاخرها وذكرياتها، ومستودع تجاربها بنجاحاته وانكساراته، هو ما يوحدنا ويميزنا عن باقي الجماعات البشرية، فكل الذين يشتركون في تاريخ واحد يعتزون ويفخرون بمآثره هم أبناء أمة واحدة، وشعب واحد، وهوية واحدة. ومن ثمّ فإنّ الهوية هي نتاج لحركية التاريخ في المجتمع، تتغير وتتبدل وتتطور حسب وعي الجمعي للشعوب بهذا التاريخ. ونستطيع القول أنّ حجر الأساس في عملية التقدم الاجتماعي والحضاري لأيّة أمّة من الأمم مرهون بمدى وعيها بتاريخها وبتراثها الذي يمثل تجارب انسانية جاهزة، ورثتها عن أسلافها تنطلق منها نحو المستقبل، لأنّ "... المستقبل ما هو إلاّ الماضي، مرورًا بالحاضر، والوجودُ الشّخصي هو ثمرة لخبرات الماضي وتجاربه وأحداثه"[11]. فالتراث ليس هو "الماضي بكل ما حفل به من تطورات في المجالات جميعاً، وما شهده من أحداث تعاقبت عبر العصور، ولكنه الحاضر بكل تحولاته، والمستقبل بكل احتمالاته. إنّه يمتد في حياتنا وينتقل معنا إلى المستقبل. فهو جزء منا لا نستطيع الفكاك منه. و بذلك يصبح سمةٌ أصيلة من سمات الهوية، به تكتمل عناصرها وبصبغته تصطبغ"[12]. فهو يمثل التجربة الفعلية لللآباء والأجداد وما خلفوه لنا من علمٍ وفكرٍ وحكمٍ وفلسفةٍ وشعرٍ وغيرها من التجارب الانسانية الجاهزة التي يجب علينا أن نعيها وأن تكون هي الأساس الذي يوحدنا، و المنطلق الذي يحفزنا في بناء المستقبل.
ومن هنا فالفصل بين التراث والهوية هو ضرب من المستحيل "فلا هوية بدون تراث تستند إليه، ولا تراث إذا لم يؤسس للهوية. فالتراث والهوية عنصران متلازمان من عناصر الذات، ومكونان متكاملان من مكونات الشخصية الفردية والجماعية"[13].
كما نجد أن الهوية – في الحقيقة- ما هي إلا مجموع الصفات والخصائص والمبادئ التي توارثتها الأمة عن أسلافها عبر سيرورة واعية بها وبالتاريخ الذي جسدها وبالتراث الذي بقي شاهداً على ذكرياتها.
الهوية الوطنية الواعية بالتراث:
إنّ الباحث في مجال الهوية الوطنية كان لزاماً عليه البحث في تاريخ الجزائر الممتد لآلاف السنين (الجذور الأولى لتاريخ الجزائر 500.000 سنة ق.م) وما تعاقب عليها من حضارات، فمن النومديين إلى الفينيقيين إلى الرومان، ثم الوندال فالبيزنطيين فالعرب ،والأتراك وانتهاء بالاحتلال الفرنسي، كل هذه الحضارات عمّرت بالجزائر، وحاولت أن تغرس ثقافاتها وأن تترك بصماتها في هوية الشعب الجزائري سلباً وإيجاباً، غير أنّ الاحتلال الفرنسي للجزائر منذ دخوله أرض الوطن حاول بشتى الطرق محو هوية الشعب الجزائري كاملة، وطمس معالمه التاريخية والثقافية. بيد أنّ "ظهور الوعي الوطني لدى فئات الشعب الجزائري منذ تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة في عهد الأمير عبد القادر، وخوض حربٍ تحريريةٍ من أعتى الحروب، أرخت لهوية جديدة كتبت بدماء الشهداء الأبرار"[14]. وأرست قواعدها على حب الوطن والاعتزاز به، وبالتاريخ الذي خلفه شهداؤنا الذي ضحو بالنفس والنفيس من أجل حرية البلد وكرامته، ومن أجل الحفاظ على مقوماته وركائزه الأساسية.
فرغم جَبَرُوت الاستعمار وقوته العسكرية ومخططاته الفكرية الهادفة لطمس الهوية الجزائرية، لم يستطع النيل من هوية الشعب الجزائري الذي ظل متمسّكاً بهويته وبتراثه إلى أبعد الحدود، وقاوم شتى أنواع القهر والسلب والترغيب والترهيب وسياسات الاندماج و عوامل المسخ، والتدجين التي فرضتها فرنسا من أجل إخراج المجتمع الجزائري من ثوبه الأصيل المتمثل في الاسلام والعروبة والبعد الأمازيغي. لكن التاريخ ظل شاهداً على تمسك وتشبث المجتمع بكل مقوماته متحدياً بذلك سلطة الاستعمار، فالتاريخ يشهد على الحروب والمقاومات التي خاضعها الشعب ضد المستعمر، ليس بالسيف والبارود فقط بل بالفكر "فقد خاضت جمعية العلماء المسلمين بقيادة الشيخ عبد الحميد بن باديس بشن حرب لا هوادة فيها عن الطريق الصحافة ووسائل الإعلام والدروس في المساجد والمدارس والنوادي، والمظاهرات في الشوارع، وإصدار الفتاوى الدينية بقصد محاربة سياسة التجنيس والاندماج"[15]. وخير ما نستدل به هنا هي قصيدة الشيخ عبد الحميد بن باديس "شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب" التي نظمها ضد دعاة الادماج والتجنيس:
شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ |
|
وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ |
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ |
|
أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ |
فالحياد عن الأصل وعن المرجع يعتبر بمثابة موت لهوية الانسان، وأي محاولة لاقتلاعه من جذوره هو موت بالنسبة له. ومن هنا تتضح أهمية التراث التاريخي ودروره في الحفاظ على الهوية الوطنية لدى الشعوب بصفة عامة ولدى الشعب الجزائري بصفة خاصة، فهو يعبر عن وجود الانسان وكينونته، لذلك نراه متشبثاً بأصوله متمسكاً بها، بالرغم من كل محاولات الاستلاب، و محاولة قلع ثقافة المجتمع الجزائري من جذورها، وغرس ثقافة المستعمر الغاشم مكانها، وإضفاء الطابع الغربي الأوروبي ليحل محل التقاليد والأعراف التراثية الجزائرية، وذلك من خلال تسخير كل الوسائل، لتغيير الهوية الجزائرية وضربها في الصميم، ولعل الجهود التي بذلت في منطقة القبائل كانت أحسن مثال على استهداف الهوية الوطنية، إذ نجد المستعمر قد استغل عامل العرق واللهجات لضرب الهوية الوطنية في الصميم. إذ عمد إلى تدمير المساجد وهدم الزوايا، ففي عام: 1930م، كان عددها يبلغ 176 مسجد وزاوية، فأصبحت غداة الاستقلال في حدود نيف وسبعين زاوية فقط.
بالرغم من كل محاولات التشويه وطمس الهوية الوطنية والتعدي على الموروث التاريخي للأمة، إلاّ أننا نجد هذا الأخير مازال ماثلاً في نفوس الجزائريين لحد الساعة، من خلال المحافظة على لغتهم ودينهم وثقافة أجدادهم من فولكلور، وشعر، وأغاني، وموسيقى شعبية، وحكايات، وصناعات تقليدية مختلفة، والاعتزاز بتقاليدهم مثل الحفاظ على اللباس التقليدي (اللباس البربري لمنطقة القبائل، الشاوية) والنمط العمراني وطريقة تشييد المباني (غرداية، القصبة بالعاصمة) وتنوّع الأكلات التقليدية وغيرها من العادات التي توارثناها جيل بعد جيل.
إنّ التاريخ المشترك لهذه الأمة هو ما كرّس هوية وطنية ببعدها الإسلامي و العربي والأمازيغي، وهو الضامن الأساسي للحفاظ على هذه المقومات، فالتراث بكل ما يحمله من قيم أخلاقية وفكرية متوارثة يعتبر هو الحجر الأساس في بناء أي مجتمع باعتباره "البوتقة التي تتشكل فيها عقلية المجتمع وتصورات الجماهير وقيمها ومثلها وعاداتها"[16]، وهو ركيزة أساسية من ركائز هوية الأمة الثقافية، ودعامة رئيسية من دعائمها والضامن على ارساء مقوماتها واستمرار تواجدها، لما يمثله من اعتزاز وافتخار بماضي الأجداد، ومحاولة الاقتداء والسير على هديهم في هذه الحياة، فيكون بذلك هو الدعامة الأساسية من السلف إلى الخلف ويكون نبراس يهتدوا به في عتمات الضياع والتيه.
ثانياً: الهوية والوطنية وتحديات العولمة والرقمنة:
إنّ هويتَنا هي عنوانُ أمتِنا ومصدرُ تميّزِنا عن الأمم والشعوب، وهي -كما أسلفنا- مبعث فخر واعتزاز لنا، وللأجيال التي تأتي من بعدنا. وقد حاولنا في العنصر السابق أن نبين أهميةَ التراث ودورِه في بناء هذه الهوية وإرساء دعائمها، كونه يمثل الحصانة الواقية لنا من المؤثرات الخارجية وما أكثرها اليوم.
والمتتبع لقضايا الهوية الوطنية يدرك -دون عناء- أنها أصبحت متشرذمة، ومتشظية، ومضطربة، بفعل ما يسمى بالعولمة والرقمنة، حيث يجد جيل اليومِ نفسه منشطراً بين الانتماء لتاريخ طالما أعتز به وافتخر، وبين عالم افتراضي وجد ضالته فيه، فتغلغل في نفسه، وسيطر على أفكاره، ومبادئه، يحاول أن يوجهه الوجهة الأخرى، ويبعده قدر المستطاع عن هويته الأصلية.
وقبل الدخول في كنه الموضوع سنحاول أن نتطرق إلى مفهوم العولمة وأبعادها
العولمة:
"العولمة" كلمة مترجمة من (Globalization) الانجليزية بمعنى تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل الكل، فهو إذاً مصطلح يعني جعل العالم عالماً موحداً، موجهاً توجيهاً واحداً في إطار حضارة واحدة، ولذلك قد تسمى "الكونية أو الكوكبة"[17]. أي: اكساب الشيء طابع العالمية.
وفي اللغة العربية هي لفظة مشتقة من العالم والعالمية والتعولُم، ويقال فوعل الشيء، أي جعل له فاعلية وتأثيراً. ومن هنا يمكننا القول بأنّ العولمة إذا صدرت من بلد أو جماعة فإنها تعني: تعميم نمط من الأنماط التي تخص ذلك البلد أو تلك الجماعة، وجعله يشمل الجميع أي العالم كله"[18].ويصطبغ بصبغة واحدة شاملة للجميع.
والباحث في مجال العولمة يجد أن هذا المصطلح ظهر في بادئ الأمر في مجال الاقتصاد والتجارة الدولية، إذ نجده مستعملاً بغزارة في الدراسات الاقتصادية، ثم أخذ يجري الحديث عنها بوصفها عالماً متجاوراً يتعدى الجانب الاقتصادي ليشمل جميع النواحي والمجالات الاجتماعيّة، والسياسية، والفكريّة، والثقافية...إلخ.
ومن خلال البحث عن تعاريف اصطلاحية للعولمة نجد أن "العولمة هي دمج ودمقرطة ثقافات العالم، واقتصادياته وبنياته التحتية، من خلال الاستثمارات الدولية، وتنمية تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وتأثير قوى السوق الحرة على الاقتصاديات المحلية والإقليمية والعالمية"[19]، وهناك من يرى أن العولمة هي "إقحام الجميع في دخول ترس الآلة العالمية بسبب الثورة الجامحة للمعلوماتية وتطور تقنية الاتصالات، وبذلك يكون مصير الإنسانية مُوَحَّداً"[20]. لا مجال فيه للاختلاف والتنوع.
إنّ العالم اليوم أصبح يزدحم بالعديد من الأحداث والمستجدات، والمخاضات، التي تكون في مجملِها نتاج لصراع بين حضارات وهويات مختلفة، خصوصاً بين الشرق والغرب، أو إن صح التعبير بين الغرب والعالم الإسلامي، هذا الصراع القديم الحديث، الذي لم يسبق للعالم أن شهده بصورته الحالية، وبوسائله وأسلحته الفتاكة، الضاربة في صميم عمق المجتمعات العربية والاسلامية وهويتها. فبعد "تهاوي الحدود بـين الداخل والخارج من جراء ثورة الاتصالات والمعلومات، وبعد أن تحققت الهيمنة الغربية السياسـية والعسكرية ثم الاقتصادية، لم يتبقَّ إلا اكتمال الهيمنة على الصعيد الثقافي"[21] . ولذا فلا عجب أن تكون الحربُ حربًا ثقافية تحت ما يسمى بالعولمة، تهدف إلى اكتساح الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للمجتمعات، وطمس هوياتها القومية والوطنية، وعدم السماح لأي أمة أن تتميز بدينها، وهويتها، وقيمها، تميّزًا يتعارض مع متطلبات العولمة، وما تبحث عنه من قدر مشترك بين الشعوب والحضارات، يتلاءم مع نتاج الحضارة الغربية.
ومن أجل بلوغ تلك الغايات كان لزاماً على الغرب تجنيد كل الوسائل المادية والبشرية، من أجل التحكم والسيطرة على مقومات الأمة، وطمس هويتها. وبعدما فشلت كل الحروب الصليبية، والاستعمارية في ذلك، كان سلاح تكنولوجيا الاتصالات، أنسب سلاح للوصول إلى المبتغى، إذ أصبح العالم يشهد ثورة تكنولوجية عارمة، لا قِبل للإنسان بمواجهتها، تشتمل على الأنترنت، والهواتف النقالة الذكية، والحواسب المكتبية والمحمولة، إلى غير ذلك من تقنيات الاتصال الحديثة، التي ألغت كل الحجب والحواجز بين الشعوب والثقافات، مسقطة طبائع العزلة، فدخلت البيوت، وسيطرت على العقول، وسكنت النفوس، مجسدة بذلك ملامح العولمة الغربية، التي تلعب ببراعة على حبل التقدم التكنولوجي، وتعاظم دور المعلوماتية، وذلك كله من أجل ضرب الهويات الوطنية والقومية للشعوب، ونزع الارتباط الوثيق لمفهوم الوطن المتصل بالأرض، فلم يعد "التفاعل على أرض واحدة هو الباعث الأول للتجمع، بل أصبح يتم عبر التكنولوجيا ووسائط الاتصال والمعلومات"[22]. ليلغى بذلك عامل الأرض والوطن والتراث، المشكلون للهوية الوطنية، ويفتح المجال أمام هويات أخرى دخيلة تهدد الهوية الأم. "حيث عملت تكنولوجيا الاتصال الحديثة على إعادة رسم الحدود والخرائط السياسية والثقافية، وأفرزت ثقافة متخطية للحدود، عرفت في ظلها الهويات الوطنية أعتى أخطار الاندثار، وذلك بالنظر إلى أن التكنولوجيا الحديثة قادرة على فصل المكان عن الهوية، واقتحام الحدود الثقافية والسياسية وإضعاف الشعور بالانتماء المحلي والوطني، وتعمل على تقويضه، وإنتاج هويات غير متعلقة بالحيز المكاني، وهويات تشعر بانتمائها ولو رمزياً إلى ذلك الفضاء اللامحدود"[23].
إنّ هذه التكنولوجيا برغم ما تقدمه من عطاء وتسهيلٍ لسبل الحياة، وتطوير نظام العيش في العالم، إلا أننا لا يجب أن نغفل لما يمكن أن تسببه هذه الأخيرة من انعكاسات سلبية في شتى المجالات، سيما الاجتماعية والثقافية منها، كما أنها تسعى كذلك إلى محو وإلغاء كل الفواصل الجغرافية، وتهدد التنوع الثقافي والحضاري للمجتمعات الإنسانية الضارب في أعماق التاريخ، وقد تنتج عنها عملية إبادة شاملة للمورثات الثقافية والحضارية للأمم، خاصة الضعيفة منها، والغير محصنة فكرياً، وعقائدياً، "فالمرحلة التي يجتازها العالم اليوم، أصبحت تتهدّد فيها الهويات بالتلاشي أو بالذوبان في الهوية الغازية الغالبة، ويتعرض فيها التراث الانساني لحملات من المسخ والتشويه والتقليل من قيمته والنيل من فعاليته في صيانة حقوق المجتمعات الانسانية، في التشبث بقيمتها التراثية وهوياتها التاريخية التي هي العمودُ الفقريُّ لخصوصيتها الروحية ولمكوناتها الثقافية ولسماتها الحضارية"[24].
والمجتمع الجزائري باعتباره جزءًا من هذا العالم العنكبوتي الرهيب، يتأثر مثلُه مثل بقية المجتمعات المستهلكة، المستقبلة للقيم الجديدة الوافدة من وراء البحار، والتي تهدّد لا محالة الهوية الوطنية وتضربها في الصميم. فالإنسان المعاصر، لم يعد يستقي مفاهيمه وخبراته من الموروثات، ومن تجارب الأجداد وتاريخهم، بل أصبح يستند إلى تجارب جديدة تفرضها عليه التكنولوجيا ووسائطها الباهرة، التي لا قبل له بها، وأصبحت مرجعيته الدنيوية وحتى الدينية يستقيها من وسائل الإعلام، ومواقع الإنترنت، خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة بشكل رهيب ومخيف في المجتمعات، مهدّدة استقرارها ونُظم عيشها، لما تقدمه من كمٍّ هائل من المعلومات والتعليقات والتوجيهات التي قد تعارض و البنية السيسيولوجية للمجتمع.
كل هذا يحدث في غياب تأثير وسائل إعلامنا على مختلف أنواعها، وعدم قدرتها على مواكبة متطلبات الشباب، ورغباته، وميوله النفسية والثقافية. فالعالم العربي بصفة عامة والجزائري بصفة خاصة، هو بعيد كل البعد عن تكنولوجيا الاتصالات والرقمنة الحديثة، والدور الوحيد المنوط به في هذه الشبكة هو دور المستقبل المتلقي، الفاتح لشيفراته دون أي إرسال أو تأثير في الغير. فحجم القنوات الفضائية وتطبيقات الهواتف الذكية وصفحات الانترنيت العربية، ضئيل جداً مقارنة باللغات الأخرى إذ "لا يمثل حضور اللغة العربية في الانترنيت سوى 0.89% بالمائة من مجموع اللغات التي يستخدمها العارفون بالتعامل مع الشبكة"[25] ليبقى العرب بعيدين كل البعد عن الدخول الفعلي في ترس هذه التكنولوجيا العالمية، التي أصبحت جد مهمة في حياة الإنسان المعاصر.
إنّ العالم اليوم هو عالم مفتوح على مصراعيه -شئنا أم أبينا- لا مجال فيه للرقابة ولا للسيطرة، (سواء-رقابة الدولة أو رقابة المجتمع أو حتى الرقابة العائلية-) فهذه الوسائل أصبحت متاحة للجميع، تستطيع أن تصل إلى جميع بقاع الأرض، مخترقة حدود الأوطان، متحدية كل الأزمان، مرسلة شظاياها في كل مكان، مؤسسة لقواسم جديدة مشتركة، بعيدة كل البعد عن الموروثات الثقافية، وعن القيم الحضارية التي عرفتها الشعوب في إطار حيزها المكاني الضيّق المحدود، ومصمّمة لقوالب جديدة من التفكير، ونسق جديد من القيم والسلوكيات، وحتى للغة جديدة تتماشى وسرعة الاتصالات.
وفي خضم هذا المناخ الدوليّ غير المستقر، وتعاظم دور تكنولوجيا الإعلام والاتصال التي أصبحت اليوم "تهدّد المجتمعات الانسانية في خصوصياتها الثقافية والحضارية، وفي أمنها الفكري والعقائدي، وفي هويتها الوطنية وثقافتها القومية، وفي تراثها الحضاري"[26]، يستدعي منا التخطيط وإعادة النظر في سبل الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية، وتحصينها من كل القنوات الدخيلة التي تصب في عقول شباب اليوم، جارفةً معها كل ما تجده من أفكار و قيم وعادات، حاول التراث على مرّ التاريخ أن يحافظ عليها و يرسى دعائمها.
الخاتمة
إنّ موضوع الهوية الوطنية أكبر من أن تلمّ به هذه الدراسة المتواضعة وتسديه حقه أو تقدم حلولاً لإشكالاته، لكننا سنحاول في ختام هذا البحث أن نلخص إشكالاتها الآنية وأن نقترح حلولاً، علّها تكون مفتاحا للحفاظ على الهوية الوطنية، وإرسائها في ظل العولمة والرقمنة.
- إنّ الحرب اليوم هي حرب إعلامية، تستهدف الأفكار والعقول، لا حرب رصاص وبارود، والمنتصر فيها هو من امتلك التكنولوجيا ومفاتيحها. لذلك يجب على الدولة الانفتاح على تكنولوجيا الإعلام والاتصال ومحاولة تطويرها.
- يشهد مجتمعنا كبقية المجتمعات في هذا العصر انفتاحا على الآخرين لا يمكن للدولة أن تحد منه، ويبقى دورها الأساسي في هذا الحول إعداد مواطنيها والأجيال الصاعدة على أن يكونوا فاعلين في هذه المرحلة بما تزودهم به من فرص تنمية مهارات الاتصال والتفكير والانتقاء الجيد من الموروث الثقافي الوطني قصد دمج الصور الايجابية تجاه الفضاء الذي ينتمون إليه.[27]
- إن الهوية الوطنية لم تعرف تشرذماً وتشظياً -خصوصاً عند الشباب- كما تعرفه اليوم، وذلك بسبب تلاشي مفهوم وحدة الأرض والمجتمع. والاندماج في عالم افتراضي جديد مبني على عدم الوحدة وتخطي كل الحدود. لذلك يجب إعادة النظر في طرق الحفاظ على المواطنة، والتمسك بمبدأ وحدة الأرض والتراث، والحفاظ على مقومات الأمة.
- إن المجتمعات العربية بصفة عامة وما تعانيه من القهر والاستلاب والاستبداد، والضعف على كامل الأصعدة، جعل مجتمعاتها تبحث عن هوية جديدة تنشد إليها في الحضارة الغربية المبنية في ظاهرها على الحرية والتنوع والتطور. لذلك يجب على الحكومات العربية أن تسعى إلى توفير دولة العدل والقانون و المساواة، والرخاء.
- إن عصرنا الحالي هو عصر تفتح على العالم –كما رأينا- لا مجال فيع للعزلة والانغلاق، والحل الوحيد للحفاظ على هويتنا وتراثنا ومعتقداتنا، هو تربية النشء تربية صحيحة، سليمة، مبنية على تراث الأجداد، وما خلفوه لنا من قيم وعادات وتقاليد. حتى إذا ما دخلوا ترس هذه التكنولوجيات كانت لهم الدرع الحصين والواقي.
- إعادة النظر في المنظومة الثقافية (المسجد، المدرسة...) من خلال تجديد خطابها ووسائلها تلقينها، تماشيا ومتطلبات التقنية للعصر، مع إبراز الجوانب التراثية المشرقة وتكريسها كعامل وحدة للمجتمع وللأمة.
- بما أن العالم أصبح مفتوحا على مصراعيه يجب عدم التضييق على القوميات والأقليات، بل يجب الاعتراف بالتنوع اللغوي والثقافي والديني الموجود في الوطن، وأن نؤصل للمواطنة والانتماء، حتى لا يُفتح المجال أمام قوى أخرى وتدخلات الأجنبية.
- إن الحفاظ على التراث هو حفاظ على الهوية، لذا يجب تسخير كل المستلزمات الضرورية للحفاظ على التراث الوطني (المادي-والمعنوي)، والاستفادة منه، في بلورة القيم وسلوكيات النشء، وإرساء هويته.
وفي الأخير أقول يجب علينا أن نعي جيداً زماننا، والخطر الذي أصبح يهدد كياننا، ونبحث عن حلول جذرية تتماشى والعصر الذي نعيش فيه. فنحاول أن نستفيد من هذه التقنيات ونأخذ الجوانب الإيجابية فيها، ولما لا نمتلك هذه الأسلحة (وهي متاحة للجميع) ونجعلها أسلحة بين أيدينا ننشر من خلالها ثقافتنا وتراثنا، ونكون مؤثرين في الغير لا متأثرين، غالبين لا مغلوبين.
الهوامش:
[1] - ابن منظور لسان العرب تصحيح: أمين محمد عبد الوهاب – محمد الصادق العبيدي. دار احياء الراث العربي، مؤسسة التاريخ العربي. بيروت لبنان. ط3 . الجزء الخامس عشر (باب الواو). ص266/267
[2] - علي بن هادية-بلحسن البليش-الجيلالي بن الحاج يحي. القاموس الجديد- المؤسسة الوطني للكتاب، الجزائر – الطبعة السابعة. 1991، ص1319/181/29.
[3] - مجمع الّلغة العربيّة: المعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط4، 2004، ص 1024
[4] - علي عفيفي علي غازي ، التراث المادي والتراث المعنوي، جريدة الحياة، http://www.alhayat.com/Articles/8611350/التراث-المادي-والتراث-المعنوي، آخر تحديث: السبت، ١٨ أبريل/ نيسان ٢٠١٥
[5] - محمد رياض وتار ، توظيف التراث في الرواية العربية المعاصرة ، من منشورات اتحاد الكتاب العرب ، دمشق ، 2002 .
[6] - أمين نايف حسين ذياب، الهوية والتراث، نادي الحصن الثقافي، http://www.mutazelah.com/articles/70-2013-10-26-20-49-16.html
[7] - هويدا صلاح الدين عتباني، الهوية وتعدد الاثني- دراسة مفاهيمية مع إشارة للنموذج السوداني، مجلة مركز التنوير المعرفي، العدد09، 2010،ص10.
[8] مجمع الّلغة العربيّة: المعجم الوسيط، ج2/ص99، وابن منظور، لسان العرب ج60/ص 26-47
[9]- عبد الله الشامي رشاد، إشكالية اليهودية في إسرائيل،: سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة الفنون والآداب، الكويت، 1997، ص5.
[10] - سعاد وولد جاب الله، الهوية الثقافية العربية من خلال الصحف الالكترونية، مذكرة لنيل شهادة الماجستير غير منشورة، جامعة الجزائر، 2005/2006،ص135
[11] - محمَّد ناصر بوحجام، ملاحظات حول تاريخنا القديم، ط2، المطبعة العربيّة، غرداية، الجزائر، 1998م، ص: 40.
[12] - ينظر عبد العزيز بن عثمان التويجري، التراث والهوية، منشورات المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة- إيسيسكو، 2011، ص7
[13] - عبد العزيز بن عثمان التويجري، التراث والهوية، منشورات المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة- إيسيسكو، 2011، ص20
[14] - يتظر بودبزة ناصر، مقومات الشخصية و تشكل الهوية الوطنية الجزائرية من خلال مكتسبات التلاميذ، مجلة العلوم الانسانية، جامعة ورقلة، عدد خاص الملقى الدولي الأول حول الهوية والمجالات الاجتماعية في ظل التحولات السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري، ص73
[15] - تركي رابح:جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التاريخية،المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية،الجزائر،2004،ص ص70-71
[16] - حسن حنفي ، الجذور التاريخية لأزمة الديمقراطية في وجداننا المعاصر، المرجع السابق، ص 176 – 177.
[17] - ياسر عبد الجواد، مقاربتان عربيتان للعولمة، المستقبل العربي، عدد252، شباط 2000، ص2
[18] - محمد عابد الجابري، قضايا في الفكر المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط1، 1998، ص136-137
[19]- وكك الحسين (2002) العولمة من منظور إسلامي- أي مستقبل للبلدان المتنامية في ضوء التحولات المترتبة عن العولمة – سلسلة الدورات- ، الدورة الخريفية سنة 2001 الرباط ، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية ص/95- 109
[20]- الشيباني جمال نصر الطيب: (2001)، العولمة مفهومها، و أسبابها ، و آثارها على التجارة الخارجية للدول العربية في – العولمة و أبعادها الاقتصادية – المؤتمر الأول 2000 الأردن جامعة الزرقاء- ص/329-341
- الجابري محمد عابد : (1997)، العولمة و الهوية الثقافية : عشر أطروحات ف- العرب و العولمة – ندوة مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت (1997) ، ط2- ص/ 297-3608
[21] - نادية محمود مصطفى، جدالات حوار/ صراع الحضارات : إشكالية العلاقة بين السياسي- الثقافي في خطابات عربية وإسلامية، مركز الحضارة للدراسات السياسية ، جامعة القاهرة، http://www.hadaracenter.com/pdfs/ جدالات%20حوار.pdf.
[22] - ينظر مصطفى عوفي- زينب عمراني، الهوية الوطنية في ظل تكنولوجيا الاعلام والاتصال الحديثة، مجلة علوم الانسان والمجتمع، جامعة بسكرة العدد04 ديسمبر 2012، ص16
[23] - مصطفى عوفي- زينب عمراني، الهوية الوطنية في ظل تكنولوجيا الاعلام والاتصال الحديثة، مجلة علوم الانسان والمجتمع، جامعة بسكرة العدد04 ديسمبر 2012، ص17
[24] - عبد العزيز بن عثمان التويجري، التراث والهوية، منشورات المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة- إيسيسكو، 2011، ص7
[25] - عادل فريجات، الملتقى الدولي "اللغة والعولمة" جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الاسلامية، ماي2012، نقلاً عن مقال الأولوية ترقية اللغة العربية من لغة الأدب إلى لغة العلوم والتقنية وإنشاء بنك مصطلحي، موقع جريدة التحرير الجزائرية، www.altahrironline.com/ara/?p=195270
[26] - عبد العزيز بن عثمان التويجري، التراث والهوية، منشورات المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة- إيسيسكو، 2011، ص28
[27] - - سليمة فيلالي، بنية الهوية الجزائرية في ظل العولمة، أطروحة دكتوراه، 2013-2014 جامعة محمد خيضر، بسكرة، ص212