الملتقى الوطني
أثر القيم الإيمانية في بناء الإنسان وأساليب تعزيزها
16 نوفمبر 2022
نظّمت فرقة البحث القرآن والسنّة النّبوية، قسم الدراسات القرآنية والفقهية بمركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط، يوم الأربعاء16 نوفمبر2022م الموافق لـ22ربيع الثاني1444هـ الملتقي الوطني الموسوم بـــ" أثر القيم الإيمانية في بناء الإنسان وأساليب تعزيزها" ، تحت رئاسة الدكتورعبد القادر جعيد. سجّل الملتقى مشاركة أزيد من خمسين أستاذا و باحثا من أكثر من أربعة عشر جامعة جزائرية ومركز بحث، بحوالي 38 مداخلة، برمجت عبر أربع جلسات علمية، وفق تقنية التحاضر عن بعد.
كان الملتقى فرصة علمية ماتعة تمازجت فيها الرؤى و تلاقحت فيها الأفكار من خلال مداخلات علمية متنوعة، غطّت في مجملها محاور الملتقى الأربعة من مفاهيم أساسية حول القيّم الإيمانية، إلى كيفية بنائها في ضوء المنهج القرآني و الهدي النّبوي، إلى عرض لنماذج عملية لبيان أثر هذه القيّم في صقل الشخصية المسلمة، و أخيرا التحديات التي تجابه المسلم في تحقيق مقاصد القيّم الايمانية .
و قد سلّط الملتقى الضوء من خلال تدّخلات المشاركين على أهميّة القيّم الإيمانية في تقويم سلوك الفرد المسلم و بناء شخصيته و ما لذلك من أثر ايجابي في البناء المتين للأسرة المسلمة و في رقي المجتمع المسلم و ازدهاره. و كذا على ضرورة تعزيز القيّم في ظلّ ما يشهده العالم المعاصر من متغيّرات متسارعة تسبّبت بما أفرزته من العولمة و الثورة الرقمية و غيرها من المتغيّرات ...في انتكاسة في منظومة القيّم التي أدت إلى معاناة الإنسان المعاصر، كما ترتّب عنها فراغ روحي امتدت آثاره السلبية إلى جميع مناحي حياة المسلم بسبب تأثّره بفلسفات لا تمّت بصلة إلى دينه و قيّمه، كما سلّط الضوء على آليات علاجها من خلال الحلول المشروعة المستمدة من الكتاب والسنة.
و خلص المشاركون في الملتقى إلى التوصيات التالية :
- ضرورة تربية النشء على القيّم الإسلامية وعلى رأسها القيّم الإيمانية لأنها أساس القيّم كلها.
- التأكيد على فهم موضوع القيّم ضمن المنظومة الإسلامية الشاملة التي لا تقبل التبعيض ولا التجزئة.
- صياغة المناهج التربوية والتعليمية في كلّ المستويات والتخصّصات باستصحاب منظومة القيّم الاسلامية وفق المنهج القرآني والهدي النّبوي.
- الاستفادة من الطرائق الحديثة في التعليم والتدريب لغرس القيّم الايمانية وكذا استحضار تراجم الرجال والقدوات الوطنية الفاعلة التي خاضت تجارب ناجحة في الحياة كشخصيتي الأمير عبد القادر، والشيخ عبد الحميد بن باديس رحمهما الله تعالى.
- الدعوة إلى إعادة النظر في البرامج والمناهج التعليمية وتضمينها بمنظومة القيّم الايمانية التي تهدف إلى بناء شخصية متّزنة في مختلف الجوانب (الجسمية، العقلية، العلمية، النّفسية، والوجدانية) وتوجيهها نحو الصلاح والإعمار.
- التحذير من دور الاعلام السلبي ووسائل التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى التحرر من القيم والنظم والأعراف والتقاليد والأديان بل أصبحت اليوم تشن حربا على الفطرة البشرية.
- التأكيد على وجوب استغلال التكنولوجيا المعاصرة وتوظيف السينما والمسرح، وتشجيع مخرجي أفلام الاطفال ومنتجيها على المساهمة في غرس وبناء القيم الاسلامية لدى الطفل.
- اشراك كلّ الفاعلين من مؤسسات عامّة وخاصّة والمجتمع المدني للمساهمة في مشروع غرس القيّم الاسلامية، وإعادة إحيائها من أجل مجابهة الغزو الفكري و الحدِّ من تداعيات العولمة.
- تفعيل دور الرقابة العامة وهيئة السمعي البصري للحدِّ من خطر الأفكار الهدّامة التي تبّث عبر الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وضبطها، وجعل المادة الإعلامية خادمة للقيّم الإسلامية.
- فتح المجال للأبحاث العلمية والملتقيات الدورية في موضوع القيّم والأخلاق وتشجيعها والاستفادة من نتائجها.
- وفي الختام يوصي المشاركون بجمع أعمال الملتقى وطباعتها في نسخ ورقية وأخرى الكترونية لتمكين القراء والباحثين من الاستفادة من نتائج الملتقى.