مركز البحث في العلوم الإسلامية و الحضارة ينظم ملتقى وطنيا افتراضيا
حول واقع الرعاية الصحية للنزلاء في الوسط العقابي
نظّم مركز البحث في العلوم الإسلامية و الحضارة يوم الأربعاء 13 أكتوبر 2021 ملتقى وطنيا عن بعد، موسوم ب: "واقع الرعاية الصحية للنزلاء في الوسط العقابي" تحت رئاسة الدكتور توفيق برغوتي، و قد انطلق الملتقى من فرضية أنّ الأوساط العقابية قد تشكّل بؤرا لتفشّي الأمراض، نظرا لبعض الظروف المرتبطة عادة بهذه الأوساط، ومع اجتماع تلك الظروف إلى جانب غياب الرعاية الصحية، فإن الوسط العقابي سيكون بحق معضلة شائكة تواجه الصحة العامة. و هو الأمر الذي أكدته التقارير العالمية بتسجيل مشاكل الصحة العقلية والاضطرابات السلوكية بنسبة أعلى لدى السجناء عن عامة السكان.
و من هذا المنطلق بادرت الجزائر إصلاحات في قطاع السجون مسايرة لأحدث النظريات والمعاهدات الدولية ، بموجب القانون رقم 05/04 المتضمن تنظيم السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، لتتجاوز بذلك المؤسسات العقابية مهمة سلب المحبوس حريته وتشديد الحراسة عليه، إلى تلقدها دورا جوهريا يتمحور حول التأطير والرعاية الكاملة للمحبوس، من خلال مختلف برامج إعادة الإدماج، ودعم المؤسسات العقابية بالأطباء والأخصائيين في علم النفس العيادي.
وهدفت هذه الفعالية إلى تسليط الضوء على واقع الرعاية الصحية للنزلاء ، من خلال التعرف على العوامل النفسو مرضية للاضطرابات النفسية، إلى جانب ابراز مظاهر ومؤشرات الصحة النفسية للنزلاء ، بالإضافة إلى الكشف عن العوامل والأمراض العضوية المنتشرة ،
و سلوكات الخطر المرتبطة بالصحة الشائعة، فضلا على التعرف على برامج الرعاية الصحية للنزلاء في الوسط العقابي.
و قد برمج الملتقى في ثلاث جلسات، أديرت من خلالها أربع و عشرين مداخلة لأساتذة
و باحثين من مختلف جامعات الوطن، عالجت محاور الملتقى المتمثلة في: عوامل ومؤشرات اعتلال الصحة النفسية في الوسط العقابي، عوامل ومؤشرات اعتلال الصحة الجسدية في الوسط العقابي، سلوكات الخطر المرتبطة بالصحة في الوسط العقابي، دور المؤسسات العقابية في الرعاية الصحية للنزلاء.
و قد خلص الملتقى إلى التوصيات التالية:
- العمل على نشر الثقافة الصحية داخل المؤسسات العقابية؛
- فتح المجال للباحثين والسماح لهم بإجراء دراسات وبحوث ميدانية من شأنها التأسيس لعلم نفس مرضي خاص بالنزيل بالوسط العقابي الجزائري ؛
- إجراء دراسات حول البرامج العلاجية والتأهيلية المتعلقة بالوضع النفسي للنزيل بالوسط العقابي ؛
- وضع مخططات مسبقة للأوبئة داخل المؤسسات العقابية قبل حدوثها (كوفيد 19 أنموذجا)؛
- استحداث فرق تفتيش دورية تضم فريقاً متعدد التخصصات ( قضاة، أطباء، أخصائيين نفسانيين و أخصائيي التغذية ......) للوقوف على الوضعية الصحية للنزلاء ؛
- استحداث برامج تكوينية حديثة لفائدة موظفي المؤسسات العقابية؛
- إقامة شراكة مع مراكز وهيئات البحث المتخصصة ذات الصلة في هذا الموضوع قصد الإفادة والإثراء ؛
- مراجعة قوانين الأوساط العقابية و إثرائها، لاسيما القانون 05/04 المتضمن تنظيم السجون و إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، بما يكفل ضمان حقوق النزلاء في الوسط العقابي، و ضمان إعادة تأهيل فعال لإعادة ادماجهم في المجتمع .
- نشر أعمال الملتقى ضمن عدد خاص بمجلة علمية محكمة ذات مقروئية.