الملتقى الوطني حول الأمن الفكري في المجتمع الجزائري   (الواقع والمأمول)

 

    نظّم مركز البحث في العلوم الإسلامية و الحضارة بالأغواط، الأحد المصادف ل 06 نوفمبر 2022، الملتقى الوطني حول " الأمن الفكري في المجتمع الجزائري   (الواقع والمأمول)"، تحت رئاسة الدكتور عمر بن عيشوش، عبر تقنية التحاضر عن بعد Google Meet . أشغال الملتقى افتتحت بإشارة من الدكتور أحمد بن الصغير مدير المركز، و برمجت عبر أربع جلسات علمية، شارك فيها أزيد من أربعين مشاركا من مخلتف جامعات الوطن، و التي تناولت في مضمونها موضوع الأمن الفكري من مختلف الجوانب: الدينية، الثقافية، الاجتماعية ، الاقتصادية، القانونية .... و خاصة لدى فئة الشباب، أمام ما يواجهه المجتمع الجزائري على غرار المجتمعات الأخرى من تحدّيات  معاصرة من ثورة رقمية و عولمة، و  تهديداتها على  الأمن الفكري في المجتمع.

الملتقى  يهدف إلى التأصيل لمفهوم الأمن الفكري ودوره في حماية المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية، و كذا بيان الدور الهام الذي تلعبه مؤسسات الدولة في تحصين وتمنيع المجتمع من كلّ أشكال الانحرافات الفكرية والاختراقات الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى  تفكيك خطابات التطرّف والغلّو والكراهية والعنف والتمييز العنصري والإرهاب، وتعزيز قيم الأخلاق والوسطية والاعتدال والتسامح، وإبراز سماحة الشريعة الإسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان، كما يهدف إلى  إبراز المشاريع الفكرية والعلمية المساهمة في تعزيز الأمن الفكري والسلام المجتمعي، و  تسليط الضوء على الآليات الكفيلة بتحقيق الأمن الفكري في ظل تحديات العولمة.

و تنبع أهمية هذه الفعالية العلمية  من ضرورة  البحث عن سبل إرساء الأمن الفكري والسلام المجتمعي  في ظلّ واقع  انهارت فيه العديد من القيم والمعتقدات، وتحوّلت الخصوصيات الدينية والعقدية والمذهبية واللّغوية والاختيارات الفكرية في ظلّ العولمة الجارفة إلى فتيل قابل للاشتعال بمجرّد توافر ظروف الاحتكاك والتقارب. واقع يتخذّ فيه الترويج لخطابات الكراهية والتطرف العنيف سبيلا لاختراق مناعة المجتمع وتفكيك نسيجه ووحدته واستقراره، و ما يشهده العالم الاسلامي المعاصر من ارتفاع لموجات الإلحاد ، وتشويه  لصورة الإسلام والمسلمين. و هذا كلّه و غيره من الانحرافات الفكرية يستدعي  تشخيصا للواقع الفكري الراهن بموضوعية كاملة؛ وفهما للواقع المعاصر بما يتناسب مع المقوّمات الوطنية والمرجعيات التاريخية والمعطيات العالمية ومراعاة الثوابت والمتغيّرات. و ذلك بالتنسيق بين جميع الهيئات والجمعيات والمؤسسات في مختلف دوائر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية لرسم استيراتيجيات واضحة ومتوازنة وفق مقاربة تنموية شاملة ضمانا لتحصين العقول من كل أشكال الغزو الفكري، وإرساء الأمن الفكري والسلام المجتمعي.

و قد  توّجت آشغال الملتقى بالتوصيات الملتقى :

  • ترقية الخطاب الديني بما يتوافق ومقتضيات الواقع ومستجدات العصر.
  • تعزيز المرجعية الدينية والتعريف بالرموز الوطنية التاريخية والعلمية.
  • تفعيل التكامل والتعاون والتنسيق بين مؤسسات التنشئة الاجتماعية وسائر مؤسسات المجتمع بما يعزز الأمن الفكري، وخاصة منها التربوية والإعلامية والأمنية والقضائية.
  • تضمين المناهج التعليمية في مختلف أطوار التعليم بكلّ ما من شأنه يدعم ويعزّز الأمن الفكري للأجيال علميا وعمليا، ورفع الحجم الساعي الخاص بمادة العلوم الإسلامية في مرحلة التعليم الثانوي.
  • الدعوة إلى تعزيز الأمن الفكري في البيئة الرقمية للشباب، وذلك من خلال اِستقطاب الكفاءات العلمية الوطنية المختصة وتوفير الآليات المناسبة لذلك.
  • دعوة مؤسسات التعليم العالي إلى تركيز الجهود في إدماج الطلبة بواقعهم الاجتماعي من خلال الدراسات الميدانية واِستطلاعات الرأي العام للوقوف على المشكلات الاجتماعية والمساعدة في حلها.
  • دعوة المؤسسات الإعلامية إلى دعم جهود الدولة الجزائرية في تحصين المؤسسات الدينية من الاختراقات المذهبية والطائفية والوقاية من التشدد والتطرف الفكري.
  • الدعوة إلى عقد ملتقيات علمية أخرى، تعنى بقضية معينة متخصّصة في الأمن الفكري، وذلك لأنّه يشكل موضوعا واسعا للدراسة والتحليل، يتعلق بمجالات السياسة والإعلام والدين والتربية والثقافة والتكنولوجيا، وينفتح على مؤسسات كثيرة في التشريع والقانون والفقه واللغة.
  • الدعوة إلى اٍقتراح الأمن الفكري في البرامج الوطنية للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي ذات الأولوية تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك لما له من أهمية تتأسس عليه رهانات التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، بما يحقق الأمن العام للفرد والمجتمع.
  • طباعة أعمال هذا الملتقى وتعميم مادته العلمية في مختلف الوسائط والوسائل الرقمية.

 

 

Back to top